سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
هَذَا الْمَجْمُوعُ عَلَى ثَلَاثَةِ كُتُبٍ، أَوَّلُهَا كِتَابُ (الإِسْفَارِ عَنْ نَتَائِجِ الأَسْفَارِ)، يَرَى ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الْأَكْوَانَ فِي سَفَرٍ دَائِمٍ مُنْذُ خَلَقَهَا اللَّهُ إِلَى أَبَدِ الآبَادِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا مِرْآةَ تَنَزُّلَاتِ أَنْوَارِ الْحَقِّ تَعَالَى وَتَجَلِّيهَا فِي مَرَاتِبِ الْعَالَمِ وَالْإِنْسَانِ، فَإِنَّ أَسْفَارَ الْخَلْقِ ثَلَاثَةٌ: سَفَرٌ مِنْ عِنْدِهِ، وَسَفَرٌ إِلَيْهِ، وَسَفَرٌ فِيهِ، وَسَوْفَ يَتَعَرَّفُ الْقَارِئُ الْكَرِيمُ عَلَى تِلْكَ الْأَسْفَارِ وَأَقْسَامِهَا فِي صَفَحَاتِ الْكِتَابِ.
أَمَّا (كِتَابُ الْيَقِينِ) فَقَدْ كَتَبَهُ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ زِيَارَةِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى زِيَارَةِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَيْثُ اسْتَرَاحَ وَأَصْحَابُهُ فِي مَسْجِدٍ عَلَى الطَّرِيقِ يُسَمَّى مَسْجِدَ الْيَقِينِ، بُنِيَ فِي مَوْضِعِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَفِي هَذَا الْكِتَابِ يُوَضِّحُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الْيَقِينَ مَقَامٌ خَصَّهُ الْخَالِقُ الْعَظِيمُ بِمَا لَمْ يَخُصَّ بِهِ غَيْرَهُ مِنَ الْمَقَامَاتِ، فَجَعَلَ لَهُ عَيْنًا، وَحَقًّا، وَعِلْمًا.
وَأَمَّا كِتَابُ (مَرَاتِبِ عُلُومِ الْوَهْبِ)، فَيُشِيرُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَنَّ الْعُلُومَ فِي الْعُمُومِ عَلَى قِسْمَيْنِ: كَسْبٌ، وَوَهْبٌ، فَعُلُومُ الْكَسْبِ نَتَائِجُ الْأَعْمَالِ، وَعُلُومُ الْوَهْبِ نَتَائِجُ الْمَحَبَّةِ الإِلَهِيَّةِ، وَأَنَّ مِنَ الْعُلُومِ مَا يُنْتِجُ وَهِيَ عُلُومُ الْأَدِلَّةِ الَّتِي تُنْتِجُ مَدْلُولَاتِهَا، كَالْعِلْمِ بِالإِلَهِ مِنْ كَوْنِهِ إِلَهًا، أَمَّا الْعِلْمُ الآخَرُ فَهُوَ عِلْمُ الْعِلْمِ بِذَاتِ الْحَقِّ الْمُقَدَّسَةِ جَلَّتْ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهَا الْعُقُولُ، فَلَا تَعْرِفُ الْمَدَارِكُ عَنِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسَةِ إِلَّا أَنَّهَا مَوْجُودَةٌ مَحْجُوبَةٌ خَلْفَ حِجَابِ أُلُوهِيَّتِهِ تَعَالَى
لا تزال مهتمًا بالكتب التي شاهدتها مؤخرًا