صفوة التصوف

كتاب جليل القدر عظيم الفائدة، ذو أهمية كبيرة في التصوف؛ وهو كتاب أحاديث وآثار وليس بكتاب أحوال ومقامات، ومع ذلك فلا غني لكل صوفي معاصر عنه؛ لما حوى من تأصيل وتوثيق واستدلال لأهم ما اشتهر به السادة الصوفية من الأقوال والأعمال والأحوال، وذلك بتأييده ببراهين الكتاب والسنة والآثار، وهذا الموضوع على خطورته لم تكثر فيه الرسائل والمصنفات.

وتتبين أهميته ببيان فائدتين من جملة فوائده التي ينتفع بها الصوفي وغير الصوفي على حد سواء: الأولى: بيان أن هذه الطريقة موصولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من سادات الأمة، مشيدة أركانها بالكتاب والسنة. والثانية: إسكات الخصوم والمناوئين، وكف أذى المنكرين والمعاندين، ودفع شبههم بواضح دلائل الكتاب، وساطع براهين السنة، وقوي الآثار الواردة عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.