سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
كِتَابُ (تَاجِ التَّرَاجِمِ في إشَارَات الْعِلْمِ وَلَطَائِفِ الْفَهْمِ)، وَالتَّرْجَمَةُ عِبَارَةٌ عَنْ نَتَائِجِ الْمُنَازَلَاتِ الْحَاصِلَةِ بَيْنَ حَقِيقَةٍ أَسْمَائِيَّةٍ وَحَقِيقَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ مِنْ حَقَائِقِ الْعَبْدِ الْكَامِلِ حَالَ الْمُنَازَلَةِ، أَوِ الْمُقَابَلَةِ؛ فَالْمُنَازَلَةُ الْمَقْصُودَةُ عِبَارَةٌ عَنْ مُقَابَلَةٍ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ، تَغْلِبُ فِيهَا الْحَقِيقَةُ الْأَسْمَائِيَّةُ، وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ الْكَامِلِ الَّذِي هُوَ أَحَدُ طَرَفَيْ الْمُنَازَلَةِ أَنْ تَتَجَلَّى لَهُ الْحَقِيقَةُ الْأَسْمَائِيَّةُ فِي صُورَةٍ يَأْخُذُ عَنْهَا، فَإِنَّ التَّجَلِّيَ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الصُّوَرِ، وَهَذَا مَا أَرَدْتُ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْوُلُوجِ إِلَى الْكِتَابِ.
وَالْكِتَابُ الْآخَرُ فِي هَذَا الْمُجَلَّدِ (كِتَابُ الشَّوَاهِدِ)، وَالشَّوَاهِدُ جَمْعُ شَاهِدٍ، وَهُوَ مَا تَبَقَّى فِي قَلْبِ الْعَبْدِ مِنْ نَتَائِجِ الْمُشَاهَدَةِ بَعْدَ الِانْفِصَالِ عَنْهَا، وَهَذَا الَّذِي يَتَبَقَّى هُوَ مَا تَحْصُلُ بِهِ اللَّذَّةُ لِلْعَارِفِ بَعْدَ الِانْفِصَالِ، فَإِنَّ الْمُشَاهَدَةَ لَا تُبْقِي فِي الْعَبْدِ حِسًّا أَصْلًا، فَلَا لَذَّةَ فِي الْمُشَاهَدَةِ، إِنَّمَا تَقَعُ اللَّذَّةُ بِمَا يَجِدُهُ فِي قَلْبِهِ مَتَى رَجَعَ إِلَى عَالَمِ حِسِّه.
لا تزال مهتمًا بالكتب التي شاهدتها مؤخرًا