مؤسسة ابن العربي للبحوث والنشر
التعريف بالمؤسسة
بدأت المؤسسة نشاطها في مجال النشر عام 2010 م، وكان اختيار اسم «ابن العربي» تقديرًا لأحَدِ أعلامِ الثقافةِ العربيَّةِ والتصوُّفِ الإسلاميِّ، فقد قَدَّمَ للمكتبةِ العربيَّةِ مِئاتِ الكتُبِ والرَّسائِلِ، بِالإضافة إلى إسهامِه الشِّعْرِيِّ الغزيرِ، وقد اخترنا اسمَ «ابن العربيِّ» بألفِ لامِ التعريفِ لِكونِهِ الاسمَ الذي وقَّعَ به مؤلفاتِهِ، واشتُهِرَ به بينَ عُلماءِ عصرِهِ ومَنْ تَلاهُمْ، وإنْ جرى على ألسنةِ العوامِّ اسمُ «ابن عربيٍّ» دونَ تعريفٍ، وبخاصَّةٍ في القرونِ المتأخرةِ، كما هو الحالُ عندَ غيرِ العرَبِ منَ التَّخفيفِ لثقلِ أداةِ التَّعْرِيف.
وتسعى مؤسسةُ ابْنِ العربيِّ إلى تقديمِ التراث الصُّوفي عامَّةً، والتراثِ الأكبريِّ من خلال كتب ابن العربي خاصَّةً للقرَّاءِ في طبَعاتٍ محققةٍ تحقيقًا علميًّا يُسهمُ في التعريفِ بالتصوفِ السُّنِّيِّ الصحيحِ من خلال الِاطِّلاعِ المباشرِ على المؤَلَّفاتِ الأصليَّةِ التي ظَلَّتْ لِقُرُونٍ طويلةٍ حبيسةَ خزائنِ المخطوطاتِ، حتى نَسَبَ مَنْ شاءَ إلى مؤلِّفِها ما شاءَ مِمَّا لم يرقُمْهُ بَنانُهُ أو ينطقْ به لِسانُهُ، بل قالَ بِضِدِّهِ، كما قالَ الشيخُ الأكبرُ رضي الله عنه: «مَنْ قالَ بِالحُلُولِ فدِينُهُ مَعْلُولٌ، ومَا قالَ بِالِاتِّحادِ إِلَّا أهْلُ الإلْحادِ، واللهُ تعالى واحِدٌ بالإجماعِ، ومَقامُ الوَاحِدِ يتعالى أنْ يَحُلَّ فيهِ شَيْءٌ، أو يحلَّ هوَ في شَيْءٍ، أو يَتَّحِدَ في شَيْءٍ، ولو صَحَّ أنْ يرقى الإنسانُ عن إنسانيَّتِهِ، والْمَلَكُ عَن مَلَكِيَّتِهِ، ويَتَّحِدَ بِخالِقِهِ لَصَحَّ انقلابُ الحقائقِ، وخَرَجَ الإلهُ عَنْ كونِهِ إلهًا، وصارَ الْحَقُّ خَلقًا، والْخَلقُ حَقًّا».