الوصايا للشيخ الأكبر

إلى جانب الكم الكبير من الوصايا التي جمعها الشيخ الأكبر في هذا الكتاب من القرآن والسنة، فهو من أسهل المداخل للتعرف على الشيخ الأكبر، لأن كلامه واضح ومباشر، ويساعد على التعرف والتعود على أسلوب الشيخ الأكبر في العرض والتفنيد وتذوق القرآن والسنة.

مرجع لأخلاق المسلم وهو القوت المبارك للسالك على طريقة الشيخ الأكبر رضي الله عنه .. الوصية هي ما يتركه الأكبر للأصغر عند نهاية كل مرحلة وبداية مرحلة أخرى يعتمد فيها الصغير على نفسه بشكل أكبر، فالوصايا إذن هي وصايا الخالق سبحانه وتعالى فهو الكبير الأكبر القائل: ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم وقال: ووصينا الإنسان. وقال: يوصيكم الله في أولادكم. وقال: وصية من الله.
ووصت الرسل والأنبياء جميعًا وما من نبي ولا رسول إلا كانت له وصية وكانت له ورثة.. قال تعالى: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب. وعلى هذا كان للأولياء رضي الله عنه وصايا وورثة. وكانت وصاياهم عين وصية الحق سبحانه وتعالى عين وصية الأنبياء: إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
ولذا كانت وصايا هذا الكتاب في هذا الصدد نافعة لكل مسلم على الإطلاق .. فهي وصية واحدة ولكنها وصايا لكون الوصية الإليهة لها ألف صورة في ألف مشهد .. فكانت وصايا الكتاب منها قرآنية ومنها نبوية ومنها خبرية ومنها أثرية وقصصية ومنها ما كان عند أهل الكتاب من طريق كعب الأحبار ومنها النثر ومنها الشعر كعادة الشيخ رضي الله عنه

من أول ما قرأت باستفاضة من كتب الشيخ الأكبر رضي الله عنه، وفيه حالة شارحة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

ومن أبياته التي أوردها في المقدمة:

وصّى الإله وأوصَت رُسْلُه فلِذا
كان التأسّي بهم من أفضلِ العمل‏ِ
لولا الوصيةُ كان الخلقُ في عَمَهٍ
وبالوصيةِ دار الملك في الدولِ‏
فاعمل عليها ولا تُهملْ طريقَتَها
إنَّ الوصيةَ حُكمُ الله في الأزلِ‏
ذكرت قوماً بما أوصى الإلهُ بهِ
وليس إحداثُ أمرٍ في الوصيةِ لي‏
فلم يكُن غيرُ ما قالوهُ أو شرعوا
من السلوك بهمْ في أقومِ السُّبُلِ‏
فهدْيُ أحمدَ عينُ الدين أجمَعُهُ
وملّةُ المصطفى من أنوَرِ الملل‏
لم تطمس العين بل أعطته قوتها
حتى يقيم الـذي فيه مــن الميل‏