إشارات القرآن

يضم هذا السفر ثلاثة كتب من مولفات الشيخ الاكبر، عمد فيها الى الرمز والايماء والاشارة في خفاء، وذلك لبث اسرار لا يصح كشفها الا لمن كملت شريعته ووافق عمله علمه حتى رفعت له عن المعاني الاستار، فاسدل امثالها صونا للحقايق الابكار.

فاول هذه الكتب الثلاثة: اشارات القران في عالم الانسان، وهو كما ذكر صاحبه كالصلة لكتابه التنزلات الموصلية وهو كتاب وضعه للكلام في بعض اسرار الشريعة متخذا الطهارة والصلاة مثالا لما حصله من اللالي في رحلة سباحته في بحر الشريعة المحمدية، ثم جاء كتابه اشارات القران في عالم الانسان ليقدم لنا من خلاله مشاهدات حصلها في رحلة سباحة روحه في سماء التلاوة والذكر، فرمز ما تجلى له حال تلاوة القران سورة سورة، متمثلا قوله تعالى: ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد [ق: ٣٧].

اما الكتاب الثاني، فسماه الغايات فيما ورد من الغيب في تفسير بعض الايات والتفسير ههنا لا يعني التعرض لمعاني الكلمات والايات، وانما هي واردات الهية والقاءات ملكية وردت عليه حال نظره في بعض ايات القران الكريم.

والكتاب الثالث: تاج الرسايل ومنهاج الوسايل قيد فيه ما كان بينه وبين الكعبة من مناجاة ومخاطبات روحانية، عرض فيها بعض المعارف الالهية، والمعاني الروحية، فجاءت في مباني الرسايل الادبية البديعة، التي تصورت فيها الكعبة في صورة جارية محبوبة، ولطايف محب ولهان، يلقي اليها ما في قلبه من المعاني الحسان.

مما جعل هذا الكتاب على صغر حجمه، عظيم الفايدة بما تضمنه من الحكم والاداب بطريق الاعتبار ببعض ايات الكتاب.

فنسال الله تعالى ان يعم نفعه ويفيض علمه على كل قاري لبيب.