ديوان المتون في شرح جنة المجنون | شعر

في البداية تساءلت؛ ما الفارق بين المتون والأشعار؟
المتون هي تلك المنظومات الشعرية التي بلغت من القوة والمتانة ما جعلها تحتمل من أصول المعارف والعلوم، كعلوم اللغة والعلوم الشرعية، فهي إذا أشعار لها غرض علمي، كما للأشعار أغراض متنوعة من مدح وغزل وغير ذلك.
إن نظم المعارف في صورة متون هي من أهم سمات العلماء المسلمين، إذن، فالكاتب هنا يعلن تأثره بذلك التراث الإسلامي الفريد؛ ولا بد أن يكون له غرض في تلك التسمية؛ فهو يحمل على ميزان كل بيت من الشعر مثقالا مناسبًا من العلم، بصنعة أستاذ متقن.
إن الشيخ الأستاذ أيمن حمدي الأكبري هو صاحب تجربة صوفية علمية، فلا يكاد يخطو خطوة في الطريق إلا عن علم وإلى علم، حتى تميز النتاج الفكري لهذه التجربة بصبغة علمية مصاحبة لرحلة قلب صوفي مستغرق في الذكر، هذا الذكر الذي هو زاد الطريق متى أدمنه السالك وصفوه بالجنون، والذاكر يرى نفسه في الجنة، وعلى كل فالجنون والجنة من الستر، فهذه حالة السالك، نعيم في ستر، وغيره في ستر عن نعيم.
إن الناظم في عدد كبير من قصائد هذا الديوان لا يشرح هذه الحالة بالتفصيل والتحليل، وإنما يضع ملامح على الطريق إلى هذه الجنة، فهذه شروح حال، وهي متون من حيث ما تحملته من إشارات إلى حقائق شريفة، مستترة في صورة أشعار رائقة ذات حسن وجمال واضح.

من أجمل وألطف ما قرأت، يستحق بالفعل أن يحمل هذا العنوان

مجموعة شعريه رائعة من سيدى ايمن حمدي الاكبرى لتذوق بعض من معارف الطريقه الاكبريه الحاتمية