سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
يُسْعِدُنا أَنْ نَضَعَ بَيْنَ يَدَيِ الْقارِئِ الْكَرِيمِ هَذا الْكِتابَ الَّذِي ظَلَّ حَبِيسًا فِي خَزائِنِ الْمَخْطُوطاتِ لِثَمانِيَةِ قُرُونٍ، حَتَّى عَدَّهُ الْباحِثُونَ فِي عِدادِ الْمَفْقُودِ، وَكانَ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ قَدْ ذَكَرَهُ ضِمْنَ مُؤَلَّفَاتِهِ فِي الْفِهْرِسْتِ، وَفِي الإِجازَةِ، وَذَكَرَهُ عُثْمانُ يَحْيى فِي كِتابِهِ «مُؤَلَّفَاتِ ابْنِ عَرَبِيٍّ»، وَلَمْ يُعْثَرْ لَهُ عَلَى مَخْطُوطاتٍ. وَقَدْ أَكْرَمَنا اللَّهُ بِالْوُقُوفِ عَلَى مَخْطُوطٍ لَهُ، فَحَقَّقْنَاهُ عَلَيْهِ، رَاجِينَ مِنَ اللَّهِ تَعالَى أَنْ نَكُونَ قَدْ قَدَّمْنا لِلْقارِئِ الْكَرِيمِ كِتابًا نافِعًا، سَمَّاهُ الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ رضي الله عنه «الْقُسْطَاسَ»؛ أَيِ الْمِيزانَ، تَكَلَّمَ فِيهِ عَنْ مَعْرِفَةِ النَّفْسِ، وَوَازَنَ بَيْنَها وَبَيْنَ الْعالَمِ بِمِيزانٍ عِلْمِيٍّ، وَدَلَّ عَلَى صِحَّةِ مِيزانِهِ بِبَيانٍ قُرْآنِيٍّ.
وَسَوْفَ يَجِدُ الْقارِئُ النَّبِيهُ فِي هَذا الْكِتابِ مَنْهَجًا قَوِيمًا فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعالَى بِالنَّظَرِ فِي آيَاتِهِ فِي عالَمَيِ الْخَلْقِ وَالأَمْرِ، وَكَيْفَ يَرْتَقِي بِذَلِكَ النَّظَرِ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقائِقِ، حَيْثُ يَجِدُ كُلَّ آيَةٍ أَرْضِيَّةٍ مِثَالًا دَالًّا عَلَى مُمَثَّلٍ سَمَاوِيٍّ، وَكُلَّ خَلْقٍ دَالًّا عَلَى أَمْرٍ، وَكُلَّ أَمْرٍ دَالًّا عَلَى حَقِيقَةٍ، ثُمَّ يَجِدُ الْحَقَّ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ مُشاهَدَةً قَلْبِيَّةً لَا يُمَارِي فِيهَا عَاقِلٌ.
لا تزال مهتمًا بالكتب التي شاهدتها مؤخرًا