حجة الإسلام الغزالي

حجة الإسلام الغزالي

  • 23 August, 2024
  • الشيخ أيمن حمدي الأكبري

«450 – 505 هـ»

أَبُو حَامِد، مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْغَزالِيّ الطوسي.

الإِمَام، الْفَقِيه الشافعي، الْمُتَكَلّم، النظار، المُصَنّف، الصُّوفِي.

لم يكن في فقهاءالشافعية في آخر عصره مثله، اشتغل في مبدأ أمره بطوس، ثم قدم نيسابور واختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وجد في الاشتغال حتى تخرج في مدة قريبة وصار من الأعيان المشار إليهم في زمن أستاذه، وصنف في ذلك الوقت، ولم يزل ملازما لإمام الحرمين الجويني إلى أن توفي، فخرج من نيسابور إلى العسكر، ولقي الوزير نظام الملك فأكرمه وعظمه وبالغ في الإقبال عليه، وكان بحضرة الوزير جماعة من الأفاضل، فجرى بينهم الجدال والمناظرة في عدة مجالس، فظهر عليهم واشتهر اسمه وسارت بذكره الركبان.

فوض إليه الوزير نظام الملك تدريس مدرسته النظامية بمدينة بغداد فجاءها وباشر إلقاء الدروس بها، وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته، ثم ترك جميع ما كان عليه في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وسلك طريق الزهد والانقطاع، وقصد الحج وناب عنه أخوه أحمد في التدريس، فلما رجع توجه إلى الشام فأقام بمدينة دمشق مدة يذكر الدروس في زاوية الجامع في الجانب الغربي منه، وانتقل منها إلى البيت المقدس، واجتهد في العبادة وزيارة المشاهد والمواضع المعظمة، ثم قصد مصر وأقام بالإسكندرية مدة، ويقال إنه قصد منها الركوب في البحر إلى بلاد المغرب على عزم الاجتماع بالأمير يوسف بن تاشفين صاحب مراكش، فبينا هو كذلك بلغه نعي يوسف بن تاشفين، فصرف عزمه عن تلك الناحية.

ثم عاد إلى وطنه بطوس واشتغل بنفسه وصنف الكتب المفيدة في عدة فنون منها ما هو أشهرها كتاب «البسيط» و«الوسيط» و«الوجيز» و«الخلاصة» في الفقه، ومنها «إحياء علوم الدين» وهو من أنفس الكتب وأجملها، وله في أصول الفقه «المستصفى»، وله المنحول والمنتحل في علم الجدل وله تهافت الفلاسفة، والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ومشكاة الأنوار، والمنقذ من الضلال، وكتبه كثيرة وكلها نافعة.

توفي يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة.

ولقد تأثر به الشيخ الأكبر ونقل عنه أقوله وتناول شرحها في عدة كتب له على رأسها الفتوحات المكية.
شارك: