نتائج الأذكار في المقربين والأبرار

لا مناص لطالب طريق الحق من ملازمة الأوراد والأذكار،  فالذكر هو مغناطيس الوصل وحبل القرب، وقد حث الشرع على الإكثار منه والتزامه؛ ولعظم هذا الشأن فقد اعتنى الصوفية بإفراد الأذكار بالكتب الجامعة والرسائل الحسان، ومنهم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه، وقد جمعنا لك -أيها القارئ الكريم- في هذا المجموع ثلاثة مصنفات من مصنفات الشيخ الأكبر في الأذكار والأوراد، وهي: كتاب الأذكار، وكتاب نتائج الأذكار، وكتاب الاسم الأعظم.

أما كتاب الأذكار:

 فقد أودعه رضي الله عنه أربعين آية من كتاب الله، وذلك في الحث على ذكر الله، أتبع كل آية منها بحديث نبوي وببعض من أقول العلماء وأشعار المحبين، فجاء هذا الكتاب مشوِّقا للسالك؛ فإنه يجمع بين الحث على الذكر وترقيق القلب بالحديث والشعر.

وأما كتاب نتائج الأذكار:

فقد تعرض فيه رضي الله عنه إلى التعريف ببعض الأذكار المأثورة مما ورد عن الجناب النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أئمة السلف، إلا أنه رضي الله عنه لم يقف فيه عند مجرد العبارة بل استعمل ذوقه في تبيين آثار كل ذكر في صنفين من أصناف الذاكرين، وهما: المقربين، والأبرار، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب للسالك والمريد.

وأما كتاب الاسم الأعظم:

 فهو من نفائس مؤلفات ابن العربي رضي الله عنه فقد أبرز الكلام فيه عن الاسم الأعظم بصورة تمثيلية عبَّر عنها بما أسماه: اجتماع الأسماء، ثم شخص الأسماء في صورة القطب والأوتاد الأربعة.